لقد تم بناء 41 جداراً فاصلاً حتى الآن. تم بناء بعضها على الحدود بين بلدين، أخرى داخل أراضي متنازع عليها. وعلى نطاق أصغر، يتزايد أيضاً بناء الجدران حول التجمعات السكنية المميزة والتي نسميها "التجمعات السكنية المسيّجة". سواء كانت للتجمع أو للاستبعاد، كل تلك الجدران تفصل وتمثل واقعاً مادياً لا إنساني بين البشر.

هذه الجملة مستمدة من القصيدة المستعارة "إصلاح الجدار"، التي كتبها الشاعر الأمريكي روبرت فروست، ونشرت في عام 1914. وفقاً لفروست، ما يزال الناس في حاجة إلى حدود بارزة، حتى عندما يصعب عليهم تبرير وجودها. يمكن أن تنسب عبارة "الأسوار الجيدة تصنع جيرانا طيبين" إلى العبارة الإسبانية، "الجدار بين جارين يحافظ أكثر (يرسّخ) على الصداقة،" التي تعود إلى العصور الوسطى.

فكرة بناء جدار لحرمان شخص ما ليست ظاهرة جديدة. لكن منذ أحداث 11 سبتمبر، هيمن الرد الأمني على التحديات العالمية مثل الإرهاب والهجرة والفقر.

تنفق الحكومة الفيدرالية الأمريكية سنوياً ما يقارب 17 مليار دولار لبناء وتعزيز الجدار وصيانته وكذا لمحاربة الهجرة غير الشرعية.

أهالي توهونو أودهام، الذين اعتادوا على وجود حرية الوصول إلى أراضيهم، يعانون الآن من رقابة مستمرة، وأحياناً يتم اعتقالهم لمجرد عبور أراضيهم الشرعية. قديما، كان مواطنو توهونو أودهام يشكلون موطنا واحداً وموحداً، جعله بناء الجدار منقسماً إلى أربعة قبائل منفصلة، سياسياً وجغرافياً.

يتكون السياج الافتراضي من أبراج مراقبة، مجهزة برادار وكاميرات الفيديو. بإمكان أي شخص لديه إنترنت أن يشاهد ما يحدث على طول الحدود. حاولت الحكومة الفيدرالية بناء "سياج افتراضي" على طول الحدود، لكنها تخلت عن المشروع في عام 2011 بعد إنفاق أكثر من مليار دولار على نظام معيب. في عام 2014، تمت المصادقة على "مشروع سياج افتراضي" جديد من قبل لجنة مجلس الشيوخ في أريزونا.

حسب الأرقام الرسمية، حوالي 400 إلى 500 مهاجريلقوا مصرعهم سنوياً. لكن بعض المنظمات تصرح بأن عدد الأشخاص الذين يلقون حتفهم على طول الجدار بين الولايات المتحدة والمكسيك يصل في الواقع إلى ضعف أو ثلاثة أضعاف تلك الأرقام.

أكثر من 50% من المهاجرين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة للعمل. في الآونة الأخيرة، ظهرت موجة من المهاجرين القاصرين غير المصحوبين الذين يعبرون الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك ويسعون لللجوء في الولايات المتحدة. معظم هؤلاء الأطفال غير المصحوبين لم يهاجروا لأسباب اقتصادية، وإنما فراراً من التهديدات والعنف في بلدانهم، مثل غواتيمالا، السلفادور أو الهندوراس.

تختلف التكاليف كثيراً حسب وسيلة النقل، المسافة المقطوعة، عدد وميزات من يتم نقلهم، التمييز في الأسعار والظروف المحلية، مثل تكلفة تجنب الكشف عنهم من قبل سلطات الهجرة. عادة ما يدفع المهاجرون المكسيكيون السريون مبلغ 4 آلاف دولار من أجل عبور الحدود سيراً على الأقدام. وقد يرتفع مبلغ تهريب المهاجرين من أمريكا الوسطى إلى 7 أو 10 آلاف دولار.